ماذا يحدث في الأسواق مع بداية تداولات الأسبوع

الأسهم ترتفع والدولار يتذبذب مع ترقب تخفيضات الفائدة، والين يهبط بفعل عدم اليقين السياسي في اليابان

شهدت الأسواق العالمية بداية أسبوع متقلبة، حيث تفاعلت مع بيانات وظائف أمريكية مخيبة للآمال واستقالة مفاجئة لرئيس الوزراء الياباني، مما دفع المستثمرين نحو الأسهم بينما ترنح الدولار الأمريكي.

 

صدمة البيانات الأمريكية وتأثيرها على سياسة الفيدرالي

فتحت تداولات الاثنين على موجة من التفاؤل الحذر في الأسواق، بعد أن حسمت بيانات وظائف الولايات المتحدة الضعيفة لشهر أغسطس التوقعات بشأن سياسة البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي).

فأظهرت البيانات تباطؤًا في وتيرة الوظائف في أكبر اقتصاد في العالم، مما عزز توقعات المستثمرين بأن الفيدرالي سيضطر إلى خفض أسعار الفائدة قريبًا لدعم النمو.

وأدى هذا التوقع إلى استقرار أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق، بينما تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لتقترب من أدنى مستوياتها في 5 أشهر.

 

الزلزال السياسي في اليابان يهز أسواق العملات

من ناحية أخرى، مثلت الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عامل ضغط رئيسي على الين الياباني، الذي انخفض مقابل معظم العملات الرئيسية.

ويخشى المستثمرون من حالة عدم اليقين السياسي التي ستخيم على البلاد، وكيف سيؤثر ذلك على السياسات الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بسياسة البنك المركزي الياباني.

كما أبدى المستثمرون تخوفًا خاصًا من احتمال تولي ساناي تاكايتشي، الناقدة لسياسات البنك المركزي، مما قد يعطل خطط رفع أسعار الفائدة في المستقبل.

على جانب الأسهم، استفاد مؤشر نيكاي 225 من ضعف الين بارتفاع بلغ 1.8%.

 

مشهد العوائد وآفاق تخفيضات الفائدة

بات خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي لاحقًا هذا الشهر شبه مؤكد في نظر السوق. وتشير أداة CME FedWatch إلى تسعير السوق بشكل كامل لخفض بمقدار 25 نقطة أساس، مع وجود احتمال بنسبة 8% لخفض أكبر بـ 50 نقطة.

ويتوقع المتداولون تخفيفًا إجماليًا يصل إلى 68 نقطة أساس بنهاية العام، ويعزز هذا التوجه حقيقة أن أسعار الفائدة الأمريكية لا تزال مرتفعة مقارنة بغيرها من الاقتصادات المتقدمة، مما يجعل عملية التخفيض ضرورية للحفاظ على زخم النمو.

 

النفط يصعد بدعم من اتفاق أوبك+

في سوق السلع، قفزت أسعار النفط بأكثر من 1.5% مع بداية التداولات، مدعومة باتفاق تحالف أوبك+ خلال عطلة نهاية الأسبوع على زيادة الإنتاج بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا بدءًا من أكتوبر المقبل، وذلك في ظل توقعات بضعف الطلب العالمي على الخام.

 

نظرة على المستقبل: التضخم الأمريكي في المقدمة

سيكون التقرير القادم للتضخم في الولايات المتحدة، والمقرر صدوره يوم الخميس، محط أنظار المستثمرين هذا الأسبوع.

وسيساعد هذا التقرير في تقييم مخاطر ارتفاع الأسعار وتأثيرها على وتيرة تخفيضات الفائدة المتوقعة من الفيدرالي، حيث قد يؤدي تضخم مرتفع إلى تهدئة حماس البنك المركزي للتخفيف النقدي الكبير.

 

وفي النهاية فيد بدأ الأسبوع بتذكير قوي بأن الأسواق لا تزال حساسة للبيانات الاقتصادية والمفاجآت السياسية على حد سواء. بينما تستعد الولايات المتحدة لدورة تخفيف نقدي، تبرز اليابان كمصدر جديد لعدم اليقين، مما يضع المستثمرين في حالة ترقب لأي تطورات جديدة قد تحدد اتجاهات الأسواق العالمية في الأيام المقبلة.