استقرار الدولار في انتظار اختبار التضخم

الدولار مستقر اليوم مع ترقب لبيانات التضخم الأمريكية

استقرت تعاملات الدولار الأمريكي يوم الأربعاء ضمن نطاق ضيق، مع اتجاه طفيف نحو الصعود اليوم، في مشهد يغلب عليه الترقب والحذر، وذلك في ظل انتظار الأسواق العالمية لإصدار بيانات التضخم الأمريكية التي ستحدد ملامح السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، ليس خلال اجتماعه المقرر الأسبوع المقبل فحسب، بل وعلى مدى ما تبقى من العام.

وتأتي هذه الحالة من الترقب بعد أن مهّد تقرير الوظائف الأمريكي الضعيف، الذي صدر الأسبوع الماضي، الطريق لتبني المركزي الأمريكي سياسة أكثر تيسيرًا، معززًا توقعات خفض أسعار الفائدة في اجتماع يوليو.

ولم يعد السؤال ما إذا كان الفيدرالي سيخفض الفائدة أم لا، بل أصبح حجم هذا التخفيض هو محط أنظار المستثمرين: هل سيكون بمقدار 25 نقطة أساس كما هو متوقع، أم أن البيانات القادمة ستدفع نحو خفض أكبر قدره 50 نقطة أساس؟

 

بيانات التضخم هي المحك الحقيقي

سيعتمد الإجابة على هذا السؤال بشكل كبير على مدى تأثير التوترات التجارية والرسوم الجمركية على مسار الأسعار في أكبر اقتصاد في العالم.

ومن المقرر أن تبدأ اختبارات التضخم بصدور بيانات أسعار المنتجين اليوم الأربعاء، تليها البيانات الأكثر أهمية وهي تقرير مؤشر أسعار المستهلكين يوم غدًا الخميس.

وتشير توقعات السوق حاليًا إلى أن المتداولين يضعون في اعتبارهم بشكل شبه مؤكد خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، بينما يرون أن فرصة الخفض بمقدار 50 نقطة أساس تتجاوز 8%.

كما يتوقع السوق تخفيفًا إجماليًا يقدر بـ 66 نقطة أساس بنهاية العام.

 

ما بين التوقعات والواقع

يرى بعض المحللين أن احتمالية خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس تظل مرتفعة نظريًا، لكنهم يشيرون إلى أن تحقيق ذلك يستلزم حاجة ماسة لظهور انخفاض واضح ومفاجئ في معدلات التضخم الأساسي، لتوفر للفيدرالي المبرر الكافي لاتخاذ هذا القرار.

غير أن الواقع على الأرض يشير إلى عكس ذلك، فمع استمرار ثبات أسعار الخدمات التي تمثل مكونًا رئيسيًا في حساب التضخم، وإصرار الاحتياطي الفيدرالي على نهج التدرج والحذر في تحركاته، يبدو أن خفضًا كبيرًا الأسبوع المقبل أمر غير مرجح.

ومع ذلك، ستظل بيانات التضخم هي العامل الحاسم الذي سيحدد قوة وتيرة توقعات السوق لمسيرة التخفيف النقدي حتى نهاية العام الحالي.

وقد خلقت هذه الحالة من الانتظار وعدم اليقين أجواءً هادئة إلى حد كبير في أسواق العملات خلال جلسة التداول الآسيوية، حيث يبدو الجميع في وضعية الانتظار لمعرفة الاتجاه التالي للدولار وأسعار الفائدة العالمية.